[b][color=red][size=18]حزب الله وإسرائيل.. لا فرق[/size][/color]![/b]

لبنان يتحول إلي ساحة قتال.. والشعب يعيش سيناريو 82 من جديد
"الملا" نصر الله يسعي لوضع بلاده تحت ولاية الفقيه


[b][b][b][b]ماذا يحدث في لبنان؟ هل هو سيناريو مكرر لما فعلته حركة حماس في غزة؟ أسئلة كثيرة تدور حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها لبنان والتي اعتبرتها كافة قوي الموالاة والمجتمع الدولي تجسيداً لرغبة حزب الله في السيطرة علي السلطة في لبنان.
وصف العديد من نواب الأكثرية ما قام به عناصر حزب الله من أعمال تخريبية ومحاولة للسيطرة والاجتياح الكامل للعاصمة بأنه مشابه تماماً للتجربة ذاتها التي عاشتها بيروت مع الاحتلال الإسرائيلي عام ..1982 حيث إن الاجتياح الكامل لمختلف المناطق علي ايدي قوات حزب الله تسبب في ترويع المواطنين. رغم أن هناك بعض المواطنين مازالوا يحاولون الدفاع عن أرزاقهم وبيوتهم.
وهنا نتذكر مقولة شهيرة رددها قيادات حزب الله إبان الحرب الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي.. كان مفادها أن سلاح المقاومة وتحديداً حزب الله لا يستخدم إلا للدفاع عن أبناء الشعب اللبناني.. فهل الاعتداء علي السكان الآمنين وعلي أملاكهم هو من باب الدفاع عن اللبنانيين؟ مع الأخذ في الاعتبار أن هذا السلاح الذي جمعه حزب الله دفع اللبنانيون ثمنه من قوتهم ورزقهم ودعمهم له. ورغم ذلك أصبح الآن عدواً لهم.
ولكن من المستفيد مما يحدث في لبنان؟ وما الهدف من وراء ما يجري في شوارع العاصمة بيروت؟ وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة دعونا نسرد عدداً من الحقائق. لعل أبرزها أن الأزمة الرئاسية التي يعيشها لبنان منذ فترة طويلة يقف وراءها قوي دولية من صالحها استمرار هذه الأزمة لتحقيق مكاسب خاصة بها. وهو ما حول لبنان في رأي بعض الساسة إلي ساحة ل "حروب الآخرين" يتم فيها تصفية حسابات دول مع بعضها دون النظر إلي مصلحة اللبنانيين.
هذه الفكرة أكدها سمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي وصف الاشتباكات الجارية في بيروت انقلاباً مسلحاً من جانب حزب الله والمعارضة علي الحكومة بهدف إعادة سوريا إلي لبنان من جديد وإيصال إيران للبحر المتوسط لفرض سيطرتها.
مرحلة جديدة
ويتوافق جميع المحللين علي أن الأحادث الأخيرة قد أدخلت لبنان مرحلة جديدة. لكن كل طرف ينظر إليها من منظاره الخاص. فبالنسبة لحزب الله فإنه يحاول بكل ما أوتي من قوة تنفيذ خطته الأساسية المتمثلة في وضع لبنان بأجمعه تحت ولاية الفقيه.
ولعل تصريحات الأمين العام للحزب "الملا" حسن نصرالله كلها تصب في هذا الاتجاه. حيث تحدث في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول عن دخول لبنان مرحلة جديدة تنتهي فيها المرحلة السابقة التي بدأت باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وجاءت تصريحاته متوازية مع اشتباكات عنيفة بين أنصاره وقوي الموالاة في بعض مناطق العاصمة لبسط سيطرتهم علي القسم الغربي من بيروت.
كلمة نصرالله كانت في مجملها تصعيدية. تتحدث عن السلاح أكثر من الحوار. دون إلغائه. وتطرح مطلباً لا تراجع عنه واقترنت بإجراءات علي الأرض. في بيروت تخصيصاً. خطاب نصرالله التصعيدي كان بمثابة إعلان حرب.
ولا ننسي أن التوقيت الذي قرر فيه حزب الله تصعيد الأمور هو توقيت حساس للغاية. حيث تزامن مع جملة أحداث توضح أبرز المستفيدين من احداث فتنة في لبنان لغض بصر المجتمع الدولي عن بعض القضايا الأخري تزامن هذا التصعيد مع التقرير الدوري لمبعوث الأمم المتحدة لارسن. أمام مجلس الأمن الدولي. وكان حافلاً بتوجيه اتهامات شديدة لمنظمة حزب الله وسوريا وإيران. مع الدفاع عن حكومة السنيورة وشرعيتها. ومع التأكيد أن الأوضاع الحالية تشكل خطراً علي الأمن الإقليمي وهي العبارة التي تستخدم عادة كذريعة أو مقدمة لتدخل عسكري خارجي.
تخصيب اليورانيوم
أيضاً مع تقديم عرض جديد لإيران بشأن ملفها النووي. لا يخرج عن المطالبة الغربية الأساسية بشأن وقف تخصيب اليورانيوم. مما يدفع إلي التكهن أن تكون فيه محاولة لتحييد إيران بشأن ما يتعلق بلبنان. وكذلك ما يتعلق بعمل عسكري إسرائيلي محتمل في المنطقة. يمكن أن يكون ثمنه عدم متابعة الضغوط الغربية علي المشروع النووي الإيراني لفترة من الزمن علي الأقل.
كما تزامن مع أسلوب جديد تتعامل به الإدارة الأمريكية مع سوريا يجمع بين الإغراء بإعادة الجولان في إطار سلام ثنائي مع "إسرائيل". وبين التهديد بالحرب مع توجيه إنذارات أمريكية جديدة وتصعيدية تجاه سوريا. بعد أن بدا أن آخر تقارير التحقيق في جريمة اغتيال الحريري. لم يعد يضعها علي رأس القائمة كما كان يراد من قبل في الفترة الأولي من التحقيق. ولا ينفصل هذا التعامل مع مجري القمة العربية الأخيرة في دمشق. وقد أنطوي علي مشاركة عربية في عزل سوريا إقليمياً. واعتبار سياستها تجاه لبنان هي العقبة في طريق أي مصالحة عربية.
الغريب في الأمر أن هناك بعض الساسة اللبنانيين يزعمون أنهم لا يعملون إلا لصالح لبنان. رغم أن دورهم في الأزمة الرئاسية محل شك من العديد من المتابعين لأحداث الأمور علي الساحة اللبنانية. ومن أبرز هؤلاء النائب وليد جنبلاط. الذي اتفق الخبراء والمحللون علي أنه هو السبب الرئيسي في إشعال الفتنة ببيروت.
جنبلاط لا يخشي من نشاط حزب الله وتسليحه علي لبنان. وأكد بعض المحللين أن كافة الحقائق التي يكشفها عن الفصائل المسلحة لا تخدم الشعب اللبناني وإنما ليتقرب بها إلي بعض القوي الخارجية. وفي هذا الصدد يؤكد "عودد جرانوت" الخبير الإسرائيلي المتخصص بالشئون العربية إن جنبلاط كان أكثر من أثار قضية تهريب السلاح عبر سوريا إلي المقاومة وأكثر من طالب بوضع الحدود اللبنانية تحت الرقابة الدولية. وهو ما اتخذته الدولة العبرية ذريعة لتكثيف الخروقات الجوية للسيادة اللبنانية.
وأخيراً نطرح سؤالاً هاماً وهو هل الأحداث الأخيرة تسببت في اهتزاز صورة المقاومة اللبنانية؟ فالمقاومة دائماً تؤكد علي أن سلاحها معد لمواجهة العدو الإسرائيلي. وعلي الرغم من حق المقاومة في استخدام سلاحها للدفاع عن نفسها في الداخل. لكنه ليس من حقها الاستطالة علي الأطراف الوطنية. ولاشك أن صورة حزب الله نالها قدر من التأثر والاهتزاز لدي الرأي العام العربي والعالمي. ولكن ما زال لدينا أمل في غلبة التعقل والحكمة في تجاوز هذا الاختبار الراهن[/b][/b][/b][/b].